لم يكن الرحالة يعرف أي شيء عنها سوى أنها ابنة الشيخ ..حاول أن يتجاذب أطراف الحديث معها عن اسمها مثلا وعمرها ..
لكن سرعان ما أجابت له إجابة أصابته بالذهول حيث اعتقد أنها تستهتر فيه فحينما سألها عن عمرها أجابت 3000سنة ..حاول أن يستشف أي شيء من ملامح وجهها عكس ما قالته ..ولكنها كانت ذات تعابير جادة وصادقة ..واستر في محاولة تجاذب أطراف الحديث معها عن أي شيء في حياتها ولم يجد منها مايسكن قلبه الهيمان ..وعندما قالت له: "نحن قوم غير حقيقين "..لم يعد قادرا بعدها على استيعاب أكثر من ذلك الجنون الذي يسمعه فكيف يمكن لذلك أن يحصل ..
حينها جرى لسانه لقول : "لماذا لستم حقيقيون ؟؟"
أجابته :"لأننا كنا مثل حالتك الفضول قادنا إلى هذا المصير..مهمتنا الآن التي ُأجبرنا للظهور إثرها..أننا علمنا أنك مريض وأردنا أن نتأكد من أنك ستكمل المسيرة وهاأنت الآن بأفضل حال وقد وجب علينا الرحيل" ..
أخذ عقل الرحالة العاشق يحاول تصديق ما يجري أو حتى نصفه عندما أراد استكمال الحديث معها استدارت حتى تذهب ولكنه أراد إمساك معصمها ليبقيها ولكن أخذت الفتاة بالتلاشي ولم يستطع فعل شيء فهاهي الآن ُمجبرة على الرحيل ..
طأطأ الرحالة رأسه حزين لما سمع وغير مصدق لهذا العالم الغريب...لم يكد يرتح من عناء ما جرى له ولهول ما سمع حتى ثارت الأرض من حوله وهاجت حتى انعدمت رؤيته لكفه ..
أخذ الغبار يحجب رؤيته عن كل شيء وكأنه في حجرة لا رؤية
فيها ..
بسرعة البرق اختفى كل شيء واختفى كل ما حوله لم يعد هناك شيخ ولا معشوقة ولا حتى صوت لبشر ...
أخذ الرحالة يقول بصوت عقله انه يجب عليه تصديق ما يجري حوله رغم انفه ...
حتى وان لم يكن من ضمن إطار المعقول ..
استعد الرحالة الرحيل من هذا المكان الذي كان بالنسبة له جنه بوجود محبوبته الراحلة..
حينما حاول الرحالة امتطاء حصانه وجد عند قدمه شيئا لامعًا علم في حينها أن هذه آخر قطعه معدنية ستظهر له ..
وإثرها سيذهب لعالم مجهول لا يعرف عنه شيئا..
هم الرحالة بالرحيل تاركا خلفه القطعة المعدنية لم يكن يعلم انه لم يعد شيئا في حياته من صنع قراراته ..
ثارت عليه الأرض من أسفل تلك القطعة المعدنية حتى تشكل له إعصار لا يعلم كيف حدث!!
وكأن الأرض ولدت ذلك الإعصار..
قدم عليه هذا الإعصار الذي أيقن انه هالك معه لا محالة
لا يعلم ماذا يفعل وهو يرى ذالك الإعصار يلقف أي شيء في طريقه
أسقطه على الأرض ليتوسد الألم والرعب فبدأ يسقط معه الأمتعة والماء والزاد ..
حتى حصانه لم يسلم من ذالك الإعصار المرعب المخيف فالإعصار اخذ معه الحصان ولا يعلم رحالتنا أين حصانه ولم يعد يعلم شيئا مما يجري حوله ..
لم يستطع إلا أن ينهار أرضا متمنيا أن يموت في هذه الصحراء الجرداء..
لا ماء..
ولا زاد..
ولا حصان..
فكيف سأعيش وكيف سأمضى في هذه المغامرة الامنتهية ..
علم الرحالة وقتها أن ما حصل له معاقبه لمحاولته اتخاذ قرار التخلي عن القطعة بينما انه ليس هو المسئول عنه ..
أسرع الرحالة للقطعة ووجدها في نفس مكانها عجب اشد العجب!!
أن كل شيء ذهب وسقط في موجه الإعصار إلا تلك القطعة الصغيرة وكأنها متشبثة بهذه الأرض الكئيبة..
أخذها وتحسسها بين أصابعه وكأنه يتمنى عدم وجوده ولا وجودها في هذا المكان قطع عليه حبل أفكاره رجوع كل شيء كما كان من خيل وماء وزاد
بمجرد رفعه لتلك القطعة....
الصدمة جعلته مشلول التفكير نهض عن الأرض ليجد تحته عالم جديد ظهر له لم يكن قبل وهله موجود وكأنه يقف على أعلى قمة جبل والعالم أسفله لم يتوقع ذالك الشيء ولا في أحلامه ولا تخيلاته
فكل ما يحصل له غير مبرر ولا مفسر وليس له أساس بالواقع بدأت الأرض تحت قدميه تهتز وكأنه زلزال يضرب المنطقة أسبل ناظره للأرض وجد ما تحته فقط ما يهتز.. لتبدأ القطعة المعدنية في يده بالاهتزاز جالبه معها القطعتان السابقتان في جيبه ..
ليصطفوا على الرمال بالترتيب الآتي .. فكانت الأولى تحمل كلمه "ستحل" والثانية "عليك" والثالثة "اللعنة" ...........
فُجع الرحالة وشخص بصره لما رآه بدأت خطواته بالتراجع للوراء
لتنسج له الرمال من تحته كلمات كانت كالخنجر في قلبه المسكين ..........
(( أنا اللعنة.. أنا من أجبرك لعيش ذالك أنا وُجدت لُأُناس فضوليين أمثالك ملأ الفضول قلوبهم لينبشوا في حياتنا ويدخلوا لعالمنا المجهول الذي صنعناه ولا نريد إلا من نختاره ليكون فيه فقط ....
فضولك سينتهي وستنتهي حياتك معه أنا لعنه اظهر كل 3000 سنة وكل من رأيتهم كنت لعنه عليهم مثلما أنا لعنتك أنا من أظهرت لك كل من صادفتهم بمغامرتي تلك))
أحس الرحال أن هناك من يدفعه نحو الهاوية ..لم يستطع مقاومة التيار الجارف له للسقوط وهنا تنتهي القطعة المعدنية ليد غيره بعدما سقط ليصبح مثل غيره في المدينة المجهولة ..
(( النهاية ))...........
اختكم: مشاعر مالها عنوان