" أســف ،، أنا أحبــــك "

أعددت نفسي للخروج من المنزل فقد كان والدي بانتظاري كي يوصلني وقد حذرني ألا أتأخر وإلا سيذهب
ويتركني ..
جمعت ما أحتاجه ووضعته في حقيبتي .. لبست عباءتي مسرعه وخرجت ..
ولكنني ،، سمعت صوتاً غريباً استوقفني ؟!
إنه صوت أنين أحدهم .. فضولي أنساني تحذير والدي فأخذت أبحث عن مصدر الصوت ،،
إنــه ،، هنــا في فناء المنزل ولكـن أين ؟؟!
بحثت خلف المنزل وكلما اقتربت ازداد ذلك الصوت ،،
وجدتـــــه !!
كــان يضع رأسه بين قدميه ويـئن ،،
نـاديته باسمه ،،
فرفع رأسه ونظر إلي كأني لم أكن أعرفه كان مختلـفاً تمـاماً ..
قـال بصوت متقطع : أنـا أحبــك
ذهلت وبدأت دقـات قلبي بالنبض سريعاً
أصبح صدى هذه الكلمة يتكرر بداخلي ،، لا أرجوك .. ليـس أنا ،، ليـس أنا
ولكـنه قطع تفكيري فقـال::
أنــا محتاجُ إليـكِ ،، أرجــوك لا تتركيـنـي .....
لحظة ذهــول واستغراب أخذت أفكر ،، يــا إلــهي .. لم أتخيل أنه سيكون أحداً بحاجتي إلى
هذا الحد .. لـــكن ،، أنت ..... لا أنـــا من أرجـــوك !!
قطع أفكاري صوت والدي وهو يناديني ويقول بأنني قد تأخرت عليه لذلك سيذهب
لــقـد أنقذني نداء والدي من هذا الموقف ولكني قبل أن أخرج قـلـت لـه ::
أنــا من ترجوك .. لا أستطيع البقــاء بجــانبك ،، ليتني أستطيع مواساتك ومساعدتك
لكــنني عاجزة عـن ذلك .. أنت تعلم لمــاذا ..
أرجـــوك ارحل وانسني ..!
امتلأت عينــاه بالدمــوع ،، لكنني أدركت الموقف فذهبت مسرعةً إلى السياره ..
وجدت أبي غاضباً ولم أسلم من توبيخاته ولكنني كنت جسداً ساكن لم أكن أشعر بأي شيء
امتلكني الذهــول والإحســاس بالندم .. لــقد خذلته ليتني لم أكن قــاسيةً عليه ..
كــاد رأسي أن ينفجر .. كــانت أسوء عطلةٍ قضيتها .. كم هو مؤلم أن يحتـاجك من لا تستطيعين
البقـاء بجــانبه وتقديم أي شيء لـه ..!!
مر أسبــوع ... لـم أسمع عنه شيء اختفى كلياً لـم أستطع منع نفسي من التفكير به
شعــور بالذنب أم ............. لا مستحيل لن أسمح لقلبي بذلك !!
انقضت الإجازة وحــان وقت العودةِ إلى المنزل ..
قبل دخولي مررت بالمكــان الذي إلتقيته به .. مـازلت أسمع أنينه وأشعر بوجوده
تــرى .. أين هو الآن ؟! هل مازال يحبني ؟!
دخلت المنزل .. ورميت بجسدي على الفراش ،، حينهـا أصدر جهازي صوت ينبهني
بوصول رساله ،، مشيت بتثـاقل وأمسكت به ..
يــا إلــــــهي !!
إنه هو من أرسل إلي .. فرحت جداً لا أعلم هل لأن هذا دليل على أنه بخير أم فرحةٌ بأنه
مازال يذكرني ؟!
ولـــكن ..
أنـا من طلبت منه أن ينساني .. هـل أنا ضعيفةٌ إلى هذه الدرجه ؟!
لــن أسمح لنفسي بحبه ...
أخذت بقراءة رسـالته وقد كتب فيها ::

عزيزتي ..
لقد قررت الرحيل لكنني لن أستطيع نسيــانك أبداً
سأظل أذكــرك دائمـــاً
آســـــف ،، أنــا أحبـــــك ..

شيء ما بداخلي اهتز .. وددت لو أقـول لـه أرجوك لا تــرحل فأنا .... نعـم أنــا أحبــك ..
أنــا أيضاً بحــاجتك ..!
لكنني لـن أسمح لنفسي أن تضعف سأكون قويه فأنـا لست بحـاجته .. نعم لست كذلك ..
قد يكـون شعوري بالذنب وبأنني تسببت بجـرحه هو سبب رغبتي ببقـائه ..
قــاومت ضعفي ومسحت رســالته ..
حينهـا أيقنت أنه فعلاً رحـل ولن يعود .. ليته رحل قبل أن يأتي ذلك اليـوم ،، فقد
رحل بجسده ولـكن روحــه بقيت معي .. أشعر بوجوده دائمــاً وحتى يومي هـذا مازلت
أفكر به .. وأتمنــى أن يعـود ... وأن لا يعــود ..