أول حصة تعبير .. ستكون لك يارمز الحب والعطاء

كعــادتها كل صبـاح تستيقظ قبل موعد ذهابي إلى المدرسة،، تعد لي الفطور وتأتي لتوقظني ..
_ حبيبتي هيــا يابنيتي استيقظي ..
_ أف ماذا تريدين اذهبي أنتي تزعجينني ..
( هكذا كنت دائماً،، أتذمر منها وأرفع صوتي بوجهها ،، لـم ألبي لها يوماً طلب،هي من كانت تلبي
جميع طلباتي فقد كنت يتيمة ... كنت أقول لها ليتك أنتِ من مــات وظل أبي بجانبي لكنت الآن سعيدة .!!
كانت الدموع تملأ عينيها ،، ولكنها لم تدعو علي لم تكن تقول سوى ( هداك الله يا ابنتي ) ..
كثرت طلباتي ولم يكن بوسعها شيء ،، لذلك قررت أن تعمل ولم تجد سوى أن تكون عاملةً بإحدى المدارس..
كم تذمرت منها ومن وظيفتها .. قلت لها ذات يوم : أنتِ لا تشرفينني ستتسببين بإحراجي أمام صديقاتي ،،
كيف أرفع رأسي وأمي خادمة .؟!
لم أشعر بها إلا وقد جثت على ركبتيها وبكت بشده .. لم تأخذني تجاهها العاطفه .. بل أعرضت عنها ورحلت
يا إلــهي كم كنت قاسيه .!!
وعلى الرغم من ذلك لم تغضب .. كانت تريد إرضائي بشتى الوسائل ..
جاءوا بها ذات يوم وهي فاقدة الوعي فذهبت بها خالتي إلى المستشفى ..
بعدها عادت شخصاً أخر ،، أصبحت شاحبة الوجه .. لم تعد تأكل شيئاً .. كانت تفقد الوعي كثيراً .!
لم أعطي للأمر أهميه فكل ما كان يهمني هو صديقاتي وملابسي ومكالماتي ..
مــــر شـــهر .......
أتتني تلك الليله فتحت الباب بهدوء فقد كنت أوشك على النوم ، مسحت على رأسي وقبلتني
وأخذتني بين ذراعيها وهي تبكي .. حينها دفعتها بقوه وقلت : مآبك؟! هل جننتِ ؟!
ردت بصوت خنقته العبره :: ســـــامحيني يا حبيبتي ..
أخذت تجر قدميها خارجه .. كنت أعتقد أن خدمتها بالمدرسة أثرت على عقلها.. حاولت النوم
ولكن لم أستطع ، أتخيلها أمامي ..شعـور غريب جعلني أذهب إليها .. إلــى أمـــــي
فتحت عليها الباب .. فوجدتها ملقاةً على سجادتها .. اقتربت منها : أمــي ..أمــي مآبك هيــا استيقظي أرجوك..
لم تجبني .. كانت أطرافها باردةً وجسمها ســاكن ..
سمعت صوتً خلفي .. كانت خالتي قالت وهي تبكي : لقد رحلت أمكِ ياعزيزتي .. كانت تعاني من مرضٍ
خطير والعلاج يحتاج للكثير من المال .. رفضت أن تتعالج ، فقد قالت إن موتها سيسعدك .. هذا ماكنتِ
دوماً تقولينه لها لذلك لم تعد تريد سوى أن تكوني سعيدةً ، قررت أن تعمل لتستطيع جمع ولو القليل من المال
لأجلك وأوصتني أن لا أخبرك فقد قلقت أن تغضبي أو تشعري ولو بالقليل من الحزن لقد ضحت من أجلك ..
_ (ضحت من أجـــلك ، أرادت أن تكوني سعيده ) أصبح صدى هذه الكلمة يتردد بداخلي .. مر علي شريط حياتي سريعاً لم أذكر أني جعلتها يوماً سعيده .. ارتميت عليها تمنيت أن تلتف ذراعيها حولي .. ليتها تدفئني
فأنا أشعر بالبرد .. آه يا أمــي لا ترحلي أرجوك ،، لا ترحلي .. ليتني لم أغضبك يوماً ،، ليتني لم أحملك فوق طاقتك .. عـــودي من أجلي وأعدك بأنني سأكون خادمةً تحت قدميكِ .. ليتك أخبرتني بمرضك ربما استطعت
أن أفيق من غفلتي وأرد القليل فقط القليل من جميلك وحقك علي ،، آه يـا أمــــي .. تحملتي العذاب من أجلي
أحبكِ ،، أحبك كثيراً.. ولكن عودي أرجوك فأنا لست سعيده لا تتركيني وحيدةً أرجــوك يــا أمـــــــي .....

( أمي الغالية .. يا ينبوعاً يتدفق بالحب والعطاء ليروي عطش من حوله .. أغضبتك وربما كثيراً .. لكنني حين
أغضبك لا يصبح للحياة معنى ، أشعر وكأن الظلام يعمي بصيرتي فأنتي النور ،، دائماً أفكر ماذا لو استيقظت
ولم أجدك بجانبي " لا سمح الله " فتسري الرعشة بجسدي وتحمر عيناي من حرقة الدموع .. لا أريد أن أندم مثل هذه الفتاة لا أريد .. أعدك بأنني سأجعلك قدر ما استطعت سعيده ، أعدك ستكونين فخورةً بي ،، أدامك الله لي
نوراً ينير طريقي ،، ودفأً من قسوة البرد .. فأنا لا أقوى العيش بدونـــك ..)

"" هذا ما استطاع أن يخطه قلمي فقد أبى إلا أن يتجاوز العشرة أسطر فعذراً معلمتي ولكن كما قلتي سأظل مقصره مهما كتبت ""